سعيّد: لن أسمح بتسييس القضاء وأرفض دخول الإسرائيليين إلى تونس
أكّد قيس سعيد المترشح للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، خلال المناظرة التلفزية التي بثتها وسائل الإعلام مساء الجمعة 11 أكتوبر 2019 إنّه سيحرض على تطبيق القانون على الجميع دون أي تمييز.
وتعهّد بالعمل على استرجاع الدولة لدورها الاجتماعي وأن يكون رئيس الجميع وفوق كل الانتماءات الحزبية، وفق تعبيره.
وقال سعّيد (61 سنة) والمتحصل على نسبة تصويت 18.4% في الدور الأول من الرئاسية أنّه سيحمل أمانة رئاسة الجمهورية، في حال فاز في الانتخابات التي ستجرى يوم الأحد القادم، ولن يستثني أحدا وسيعمل على تحقيق إرادة الشعب بكل قوة في إطار القانون واحترام الدستور وليس وفق برامج ووعود.
التعامل مع ملف الاغتيالات والجهاز السري للنهضة
أكّد سعيّد أنّ القضاء المستقل خير من ألف دستور لكنّ التأخّر البت في قضايا الاغتيالات أصبح يثير القلق، مشدّدا على أنّه لن يتدخّل في القضاء لكنه سيعمل على تغيير تركيبة المجلس الأعلى للقضاء حتى لا تتسلل السياسة الى أرائك القضاة وفق تعبيره.
وشدّد على أنّ كل القضايا المتعلقة بالمرافق العمومية للدولة لا يمكن السماح للأحزاب للتدخل فيها وذلك لضمان العدالة.
تصور لتوسيع مجال الأمن القومي بخبراء ومختصين لمعالجة المسائل الأمنية
اعتبر سعيّد أنّ القضية لا تتعلق بالمسائل التقليدية "لأنه لو رغبنا في محاربة الإرهاب يجب تدريس مبادئ الفلسفة وتعصير التعليم لتحصين الشباب من الإرهاب والتطرف وتعليمهم الحرية لمحاربة هذه الآفات" وفق قوله.
وعود انتخابية في الدفاع والامن القومي
أشار قيس سعيّد إلى أنّه اقترح منذ سنة 2014 إحداث مؤسسة عمومية اسمها "فداء" مختصة بشهداء وجرحى المؤسستين الأمنية والعسكرية لرعايتهم وعائلاتهم.
وأوضح أنّ هذه المؤسسة ستعتبر من استشهد من الأمنيين والعسكريين والمصابين العاجزين عن مزاولة العمل وكأنهم على قيد الحياة وتمتيعهم بجرايتهم والترقيات ''وهو اقل ما يمكن منحه لمن يضحون بأرواحهم للدفاع عن تونس" حسب تعبيره.
دور لتونس في إنهاء الازمة الليبية
اعتبر سعيّد أنّه من الضروري الاحتماء بالشرعية الدولية في ما يتعلق بالأزمة الليبية، والمساهمة في تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي، لافتا إلى أنّ لتونس دور أساسي في المسالة شريطة أن يرفع الجميع أياديهم عن ليبيا.
وأشار إلى أنّه من مصلحة الجميع مراعاة دقة الوضع، مؤكّدا استعداده مقابلة كل الأطراف المتنازعة وأن تكون تونس قوة اقتراح مع السماح لليبيين بتقرير مصيرهم بأنفسهم وتكون بلادنا أرض الحوار.
الموقف من التطبيع مع اسرائيل
اعتبر المترشح للرئاسة أنّ كلمة التطبيع خاطئة ويرفض استعمالها "لأنّ التعامل مع كيان شرّد شعبا كاملا وهي خيانة يجب أن يحاكم من يرتكبها بتهمة الخيانة العظمى"، معتبرا أنّ تونس في حالة حرب مع الكيان الغاصب.
وقال سعيّد "نحن نتعامل مع اليهود ولن نتعامل مع إسرائيليين وارفض دخولهم الى تونس".
أول مبادرة تشريعية
أعلن قيس سعيّد أنّه سيعمل على تركيز مجلس أعلى للتربية والتعليم "لأن الدولة يجب أن تسترجع دورها الاجتماعي في ميدان التعليم والصحة العمومية وتحسين وضعية المستشفيات في كامل ولايات الجمهورية"، وسيتقدم بهذه المبادرة للبرلمان ومن يرفضها من النواب سيتحمل مسؤوليته أمام التونسيين.
ما هي الحالة القصوى لتقديم استقالته من رئاسة الجمهورية ؟
اعتبر قيس سعيّد أنّ من يحمل الأمانة والمسؤولية يحملها بكل أثقالها لأنه مسؤول أمام الله والشعب والتاريخ وإن لم يقدر على تحمل الأمانة لن يتوجه إلا للشعب التونسي وسيصارحه بالحقيقة "وليتحمل كل شخص مسؤوليته ولن يكون شاهد زور ولن يختم قوانين تتعارض وإرادة الشعب التونسي" حسب قوله.
إن وجد في قانون المالية 2020 اكراهات لا تتماشى وبرنامجه هل يصادق عليه؟
قال سعيّد إنّ استمرارية الدولة مهمة ويمكن تقديم مشروع لتعديل قانون المالية إن كان يضمّ اكراهات لا يوافق عليها، مشيرا إلى ضرورة تقديم نص لتنظيم قانون المالية "لكن أن لا يقوم بختم هذا القانون فذلك أمر غير وارد" وفق تعبيره.
خطة لمكافحة الفساد والتهرب الضريبي وتبييض الأموال
شدّد المترشح للرئاسة أنّ الإصلاح يكون بالمراقبة الفعلية للمواطنين على المسؤولين من وزراء ونواب والحل في تكريس مجتمع القانون وليس دولة القانون.
واعتبر أنّ الفساد أصبح ينخر المجتمع كالسرطان والدولة عاجزة لأنها لم تقم بدورها الاجتماعي.
دعم قطاع الإعلام دون المس بحرية التعبير
أكّد قيس سعيّد أنّه لا يمكن التراجع عن حرية التعبير ويجب التحرر من المفاهيم القديمة البائسة لأن حرية التفكير هي الخطوة الأولى الضامنة لحرية التعبير، لافتا إلى أهمية ترسيخ إعلام حر وفكر مستقل "لكن لا يجب السماح لوسائل الإعلام بغسل أدمغة المواطنين من خلال برامج تضعها لوبيات معينة" حسب قوله.
وتابع "لا أعتقد أنني سأقوم بتقديم قضايا ضد صحفيين أو وسائل إعلام رغم أنني كنت أستطيع القيام بذلك أمام الحملات والتشويه الذي تعرضت له".
وثائق عن العقارات التي اقتناها وأعاد بيعها بآلاف الدنانير
شدّد قيس سعيّد على أنّ ما نشر على وسائل التواصل الإجتماعي بخصوص عقارات قام ببيعها بآلاف الدنانير مبالغ فيه، مؤكّدا أنّه قام ببيع منزل والديه ويمكن التثبت من ذلك في إدارة المالية.
وأقرّ أنّه يعرف من سرب الوثائق وغايته من ذلك، مضيفا "لا املك أي عقارات فقط أملك منزلا في العاصمة مازلت أدفع أقساطه من جراية التقاعد".
جدل حول الانشقاق صلب مؤيديه
صرّح قيس سعيّد أنّه مترشح مستقل "عاش مستقلا وسيبقى مستقلا وسيوارى ثرى هذا الوطن مستقلا ولا علاقة له بأي حزب أو تنظيم" حسب قوله.
وفنّد أن تكون له علاقة بحركة النهضة وبقياديها قبل وبعد إعلان ترشحه، متابعا "من هم ضد الدولة لا يمكنهم دعمي وارفض الالتقاء بهم .. أفكاري غير سلفية أنا أحاول التقدم بالتاريخ وهم يبحثون عن توجيه اتهامات لا أساس لها من الصحة" وفق تعبيره.